الرئيسية 8 شبكة مواقعنا 8 الشبكة الإسلامية 8 بيان القسام .. رسائل حاسمة وتثبيت معادلات

بيان القسام .. رسائل حاسمة وتثبيت معادلات

في وقتٍ يماطل فيه الاحتلال في تنفيذ التزاماته بموجب اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، جاء بيان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ليضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بباقي جثامين أسرى الاحتلال وقضية مقاومي القسام في رفح جنوب القطاع.

وأكدت الكتائب أن الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع مجاهديها في رفح الذين يدافعون عن أنفسهم داخل منطقة خاضعة لسيطرته، وقالت: ليعلم العدو أنه لا يوجد في قاموس كتائب القسام مبدأ الاستسلام وتسليم النفس للعدو”.

وجاء هذا التصريح في أعقاب إعلان القسام انتشال جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدين من رفح، وهو تطور ميداني اعتُبر بالغ الحساسية في ظل الجهود المستمرة لتثبيت وقف إطلاق النار وتجنّب انهياره.

ووضعت الكتائب الوسطاء أمام مسؤولياتهم وعليهم إيجاد حلٍ لضمان استمرار وقف إطلاق النار، وعدم تذرع العدو بحججٍ واهية لخرقه، واستغلال ذلك لاستهداف الأبرياء والمدنيين في غزة

كما أوضحت أن عمليات استخراج الجثامين جرت في “ظروف معقدة وبالغة الصعوبة”، مؤكدة التزامها بما تم الاتفاق عليه، لكنها أشارت إلى أن استكمال العملية “يتطلب طواقم ومعدات فنية إضافية”، في إشارة إلى التعقيدات الميدانية في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الإسرائيلية جنوب القطاع.

ثلاث رسائل

ويرى الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي أن تصريح القسام يحمل ثلاث رسائل رئيسية، تتجاوز البعد العسكري إلى السياسي والميداني معًا.

“الوجه الأول رسالة واضحة للوسطاء بأن المقاومة لن تسلّم مقاتليها مهما كانت الظروف، حتى لو أدى ذلك إلى اشتباك”، يقول الريماوي، مضيفًا أن “الوجه الثاني موجّه لأهالي غزة ليؤكد أن المقاومة مستعدة لتحمّل الأثمان لحماية أبنائها”.

أما “الوجه الثالث”، فيراه “رسالة مباشرة لإسرائيل بأن ملف المقاتلين ليس مطروحًا للمساومة أو التنازل، مهما تعددت الضغوط أو الوساطات”.

ويضيف الريماوي في تصريح لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام أن هذا الموقف يفتح نقاشات داخل إسرائيل نفسها، حيث تنقسم الحكومة بين من يدفع نحو مواجهة مباشرة في رفح، ومن يرى أن أي تصعيد جديد سيقوّض الهدنة ويُغضب واشنطن.

ويشير إلى أن “الولايات المتحدة تتابع المشهد بقلق، وتبحث عن صيغة تضمن استقرار الهدنة ومنع انهيارها”، مشددًا على أن “الساعات القادمة ستكون حاسمة في تحديد وجهة الأمور، خصوصًا بعد الحديث عن إمكانية حدوث انفراجة في ملف الجثامين عقب تسليم جثة غولدين”.

لا يوجد في قاموس القسام مبدأ الاستسلام

أما الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة فقد قال : في توقيت بالغ الحساسية، خرجت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ببيانٍ جديد مساء امس حذّرت فيه الاحتلال من مغبة التذرع بوقوع اشتباك في رفح لخرق اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدةً أن مقاتليها “يدافعون عن أنفسهم داخل منطقةٍ خاضعةٍ لسيطرة العدو”، وأنه “لا يوجد في قاموس القسام مبدأ الاستسلام أو تسليم النفس للعدو”.

وأضاف في تصريح لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام أن البيان سعى إلى إبطال رواية الاحتلال التي تحدّثت عن “ شرط استسلام المقاتلين في رفح”، إذ أكد أن القتال اذا وقع داخل منطقةٍ يسيطر عليها جيش الاحتلال، فهذا يعني أن الاحتلال هو من بادر بالخرق،
بهدف تجريد تل أبيب من ذريعة الردّ العسكري، وتثبيت صورة المقاومة بأنها ما زالت حاضرة ومتماسكة ميدانيًا رغم سيطرة العدو على أجزاء واسعة من المدينة.

وتابع: كما وضعت القسام الوسطاء أمام مسؤولياتهم المباشرة عن ضمان استمرار الهدنة، محذّرةً من أن الاحتلال يستخدم “ذرائع واهية” لتبرير استهداف المدنيين في غزة.

وختم أن جوهر البيان عن معادلة القسام: “الهدنة ليست استسلامًا، والدفاع عن النفس لا يُعد خرقًا”.

رسائل مركبة لإسرائيل والوسطاء

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني إن بيان كتائب القسام “يعكس حالة وضوح في موقف المقاومة، التي تسعى من خلال خطابها إلى تثبيت معادلة جديدة قوامها الردع والثبات في الميدان، مقابل التزام الاحتلال بوقف النار”.

وأضاف الدجني لمراسللنا أن “القسام في رسالتها لا تتحدث فقط بلغة الميدان، بل بلغة السياسة أيضًا”، موضحًا أن “تحميل الاحتلال المسؤولية أمام الوسطاء يعني أن المقاومة تُدرك أهمية التوقيت وأنها تريد وضع العالم أمام اختبار حقيقي لجدية التفاهمات الإنسانية في غزة”.

وأشار إلى أن “القسام تسعى لتأكيد أن ملف الجثامين ليس ورقة ضغط عسكرية فقط، بل عنوان أخلاقي وإنساني تحاول عبره فرض توازن في المعادلة مع الاحتلال”.

مشهد مفتوح على كل الاحتمالات

وبين الميدان والوساطات، تبقى الصورة ضبابية. فبينما تصر كتائب القسام على ثبات مقاتليها في مواقعهم، تواصل الأطراف الإقليمية والدولية جهودها لتفادي انهيار التهدئة.

وفي رفح، حيث لا تزال آثار الدمار شاخصة وعمليات البحث مستمرة، يبدو أن الهدوء لا يزال هشًّا، وأن أي اشتباك مهما بدا محدودًا قد يُعيد إشعال الجبهة من جديد.

اقرأ المزيد عبر المركز الفلسطيني للإعلام

عن mohamed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

جميع الحقوق محفوطة للاعلامي احمد بن قطاف 2009 .. 2025