تحيي الجزائر في 27 ماي من كل عام اليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية، تخليدًا لذكرى استشهاد القائد محمد بوراس، مؤسس الحركة الكشفية في الجزائر، الذي أعدمته سلطات الاحتلال الفرنسي سنة 1941، بعدما شكّل تنظيمًا شبابيًا وطنيًا كان نواة للوعي الثوري والتحرري.
جاء تأسيس الكشافة الإسلامية الجزائرية في ثلاثينيات القرن الماضي كاستجابة لضرورة ملحّة لتكوين جيل واعٍ، منضبط، ومتشبع بقيم الدين والوطن، في ظل واقع استعماري يسعى لطمس الهوية. وقد نجحت الحركة في ترسيخ جذورها في مختلف مناطق الوطن، وكانت من أوائل المدارس التي كوّنت رجالات ثورة أول نوفمبر.
مدينة بوسعادة لم تكن بمنأى عن هذا الحراك الوطني، بل كانت من المدن السباقة إلى احتضان الفكرة الكشفية، حيث تعود أولى البدايات إلى أربعينيات القرن العشرين، وكان من أوائل روّادها القائد حميدة عبد القادر، الذي ساهم في غرس المبادئ الكشفية في نفوس الشباب، وقيادة الفرق المحلية نحو العمل الوطني والتطوعي.
ظلت الكشافة في بوسعادة، كما في باقي الوطن، منبرًا لغرس القيم الأخلاقية والوطنية، ومشتلًا لبناء أجيال ساهمت في مختلف مراحل النضال والبناء، ولا تزال إلى اليوم تحتفظ بنفس الروح والرؤية، وفاءً للرسالة التي استشهد من أجلها محمد بوراس.