الرئيسية 8 بوسعادة السعيدة 8 أخبار ثقافية 8 بوسعادة… مدينة الجمال التي تبحث عن نفسها ثقافيًا

بوسعادة… مدينة الجمال التي تبحث عن نفسها ثقافيًا

رغم تاريخها العريق وثرائها الفني، ما زالت بوسعادة تبحث عن ملامحها الثقافية المفقودة، بين طاقات شابة تتوق للإبداع ومرافق غائبة لم تُتح لها بعد فرصة الحياة.
في مدينة ارتبط اسمها باللوحة والفن والسحر الصحراوي، يظل المشهد الثقافي في بوسعادة متواضعًا لا يليق بتاريخها ولا بمكانتها في الذاكرة الوطنية. فالمبدعون فيها كُثر، والطاقات موجودة، لكن الفضاءات التي تحتضن هذا الحراك نادرة أو شبه غائبة.
على مدار سنوات، ظلّ الحديث عن قصر ثقافة أو دار للفنون أو قاعة عروض مجرد أمنية متكررة في الأحاديث والبرامج، دون أن يتحقق منها شيء على أرض الواقع. في المقابل، تشهد المدينة مبادرات فردية من فنانين وجمعيات تسعى بكل الإمكانيات المحدودة إلى إبقاء النشاط الثقافي حيًا، لكنها تواجه صعوبات في غياب الدعم المادي والفضاءات المناسبة.
وفي ظل هذا الغياب، بقيت المدارس الفنية ومراكز الموسيقى خارج الخدمة رغم جاهزيتها، بينما تتكدس المواهب دون تأطير فعلي، مما جعل كثيرًا من الشباب يتجهون إلى ولايات أخرى بحثًا عن فرص للتعبير والظهور.
أما المدينة القديمة، التي كانت في زمن مضى مصدر إلهام للرسامين والكتّاب، فتواجه اليوم خطر الاندثار بفعل الإهمال واللامبالاة، في وقت يمكن أن تتحول فيه إلى مركز ثقافي مفتوح يعيد وصل الماضي بالحاضر ويستقطب الزوار والمهتمين بالتراث.
ورغم هذا الواقع، لا يزال الأمل قائمًا. فكل فعالية، مهما كانت بسيطة، وكل مبادرة شبابية أو جمعوية تحمل بين طياتها رسالة مفادها أن بوسعادة ما زالت قادرة على النهوض، وأن أبناءها يؤمنون بأن الثقافة هي طريق الحياة والنهوض بالمدينة.
ختامًا، لا تحتاج بوسعادة إلى الوعود بقدر ما تحتاج إلى إرادة جماعية: من أبنائها، ومؤسساتها، ومجتمعها المدني، لإعادة الاعتبار للثقافة باعتبارها الوجه الحقيقي لمدينتها الجميلة.
#بوسعادة_أنفو #بوسعادة #ثقافة #مدينة_الفن #إبداع #هوية #تراث
خاص بموقع بوسعادة أنفو

عن mohamed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

جميع الحقوق محفوطة للاعلامي احمد بن قطاف 2009 .. 2025