الرئيسية 8 شبكة مواقعنا 8 الشبكة الكشفية 8 هل حقاً الكشاف أخٌ لكل كشاف؟

هل حقاً الكشاف أخٌ لكل كشاف؟

نرددها كالشعار المقدس: “الكشاف أخٌ لكل كشاف”، لكن هل يعكس واقع علاقاتنا الكشفية اليوم صدق هذا الميثاق؟
الأخوة الكشفية، في جوهرها، هي إيثار بلا منة، ومساندة تتجاوز المصالح والحدود، وهي حجر الزاوية الذي يقوم عليه بناء “الجيل الصالح المصلح” الذي نسعى لتنشئته.
لكن للأسف، بدأت هذه الأخوة تتعرض لآفة خطيرة: “المصالح الضيقة”.
نجد الأخوة الكشفية تزدهر عندما تكون هناك منافع شخصية أو مكاسب إدارية؛ ثم تبدأ بالتلاشي عندما ينتهي الغرض. يتحول العمل التطوعي النبيل إلى تنافس مذموم على منصب أو تكريم، وتظهر المحسوبية والولاءات الفئوية على حساب الكفاءة والروح الكشفية الجامعة.
إن بعض الحملات الانتخابية للمراكز القيادية في احدى الجمعيات الكشفية، كشفت عن وجه آخر بعيد عن الأخوة. فبدلاً من أن تكون عملية اختيار للقيادة الأكفأ لخدمة الشباب، تتحول إلى ساحة صراعات وخلافات جوهرية، تتشكل فيها التحالفات والتحزبات الضيقة. تسود لغة التخوين والطعن في النوايا، وتُنسج الخيوط لضمان الفوز بأي ثمن، حتى لو كان الثمن هو تمزيق نسيج الأخوة الكشفية المتينة.
الأخ الذي كان يقف إلى جوارك في المخيم أمس، قد يتحول إلى خصم لدود اليوم بسبب مصلحة انتخابية عابرة.
الأخوة الصادقة لا تنتظر أن يقدم الأخ شيئاً في المقابل، ولا تقتصر على مناسبة أو مشروع معين. الأخوة التي نريدها هي التي تساند الكشاف في عسرته، وتوجهه في خطأه، وتضحي من أجله دون انتظار شكر.
إن تآكل هذا المبدأ يحوّل حركتنا من أسرة واحدة إلى مجرد هيكل إداري بلا روح.
فلنتوقف لحظة ونواجه الحقيقة المؤلمة:
عندما تغلب المصالح الضيقة على الأخوة، نكون قد خنا الميثاق الكشفي ذاته. إن الوعد والقانون الكشفي لم يوضعا ليكون مجرد شعارات تُردد في اجتماعات الطلائع والفرق، بل هي خارطة طريق يومية تُلزمنا بالتجرد والإيثار. إنها تدعونا للخدمة، وليس للسيطرة؛ للتضحية، وليس للاستغلال.
لنجعل من أزمتنا هذه نقطة تحول حقيقية. المطلوب ليس إصلاح الهياكل، بل إصلاح النفوس. ليعاهد كل قائد كشفي نفسه اليوم، من جديد، على أن تكون أخوته خالصة لوجه الله ولخدمة الحركة.
دعونا نبرهن للعالم أن الكشافة هي الملاذ الأخير للأخلاق والقيم، وأن مبدأ “الكشاف أخٌ لكل كشاف” ليس مجرد حبر على ورق، بل هو فلسفة حياة تخدم الفتية والشباب وتصنع جيلاً صالحاً يقود المستقبل بعيداً عن التحزبات والولاءات الزائفة.
لنتوحد الآن قبل الغد، وإلا… فما قيمة أن نكون كشافة؟”.
بقلم القائد: وسام الحجار

عن mohamed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

جميع الحقوق محفوطة للاعلامي احمد بن قطاف 2009 .. 2025