لا يكفي أن تمر الكاميرات فوق تراب بوسعادة لتروي قصتها، فهذه الأرض لم تكن يومًا مجرد خلفية للأحداث، بل كانت مسرحًا لصناعة التاريخ وميلاد البطولات. واليوم، ومع انطلاق تصوير الفيلم الوثائقي ماريفال، نجد أنفسنا أمام فرصة جديدة لإعادة فتح صفحات مشرقة من سجل المقاومة الشعبية، وتذكير الأجيال بأن بوسعادة، بتاريخها العريق الزاخر، كانت ولا تزال أرض المقاومات والثورات.
في سياق هذا الحراك الثقافي، نشهد مبادرات فنية تُسهم في حفظ الذاكرة الوطنية ونقلها للأجيال. وقد انطلق مؤخرًا تصوير الفيلم الوثائقي “ماريفال” بمدينة بوسعادة، الذي يُخلّد صفحات من تاريخ المقاومة الشعبية في المنطقة.
بوسعادة، بتاريخها الحافل بالأمجاد والبطولات، ليست مجرد موقع تصوير عابر، بل هي أرض ثرية بالمقاومات المشرفة والأحداث التاريخية البارزة، مثل نشاط الأمير عبد القادر (1837-1847)، وانتفاضة لالة فاطمة بنت سيدي التواتي سنة 1847، ومعارك زاغز جانفي 1849، معركة المطاريح، انتفاضة الشريف بن شبيرة، و1871 التي شهدت حصار الحامية الفرنسية وحملة دولاكروا، وغيرها من المحطات التاريخية التي تستحق التوثيق الفني والسينمائي.
تخطيط مصطفى العقاد لتصوير “الرسالة” في بوسعادة
تشير مصادر إلى أن المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد كان يخطط لتصوير مشاهد من فيلمه الشهير “الرسالة” في الجزائر، وبالتحديد في مدينة بوسعادة، لما تتمتع به من تضاريس صحراوية مناسبة لأحداث الفيلم.
لكن بسبب ظروف سياسية وتعقيدات أمنية في تلك الفترة، لم يُنفذ هذا التخطيط فعليًا، حيث جرت أغلب عمليات التصوير في المغرب وليبيا. ومع ذلك، تبقى بوسعادة جزءًا من الذاكرة الثقافية المرتبطة بهذا العمل السينمائي.
للاطلاع على مزيد من التفاصيل، يمكن متابعة الفيديو:
قصة فيلم الرسالة في الجزائر – YouTube
وصفحة ويكيبيديا للفيلم:
الرسالة (فيلم) – ويكيبيديا
كلمة الباحث سعيد النعمي
يسعدني أن أشهد انطلاق تصوير الفيلم الوثائقي #ماريفال بمدينة بوسعادة، وهي مبادرة طيبة لتخليد صفحات مشرقة من تاريخ المقاومة الشعبية. وأثمن كل جهد فني وثقافي يساهم في حفظ الذاكرة الوطنية ونقلها للأجيال.
بوسعادة، بتاريخها العريق المليء بالأمجاد والبطولات، ليست مجرد موقع تصوير، بل هي أرض المقاومات والثورات، وتستحق أن تكون محور أعمال كهذه، لما تزخر به من أحداث خالدة ومقاومات مشرفة، منها:
نشاط الأمير عبد القادر في المنطقة بين 1837 و1847
انتفاضة لالة فاطمة بنت سيدي التواتي سنة 1847
معركة زاغز جانفي 1849، التي قتل فيها 100 جندي فرنسي
معركة المطاريح بقيادة سيدي أحمد بن البكاي في 1849
انتفاضة الشريف بن شبيرة في أكتوبر 1849ذ
انتصار أولاد عامر على جيش الملازم بوبريتر في أكتوبر 1849
تمرد إبراهيم بن المخلوفي الخالدي في 1851-1852 وتحالفات عشائرية
انتفاضات ومواجهات أخرى في 1864 و1871، بما في ذلك حصار الحامية الفرنسية وحملة دولاكروا
هذه الأحداث ليست سوى نماذج من تاريخ طويل كتبه أبناء بوسعادة بدمائهم وتضحياتهم، وهو تاريخ جدير بأن يكون مادة رئيسية للأعمال الفنية الوطنية.
أتوجه بالشكر للقائمين على هذه المبادرات، وأتطلع إلى أن نرى في المستقبل إنتاجات سينمائية ووثائقية تبرز أمجاد بوسعادة وأبطالها، جنبًا إلى جنب مع صفحات المقاومة الجزائرية الأخرى.