سجّل المنتخب الجزائري فوزًا مستحقًا على نظيره السعودي في مباراة ودية تحضيرية تحولت إلى اختبار حقيقي لقدرات الفريقين. ورغم أن اللقاء أُدرج في إطار التحضير، إلا أنه حمل دلالات فنية ومعنوية واضحة جعلت من نتيجته محورًا لتحليلات واسعة في الإعلامين الجزائري والسعودي.
في الجزائر، رأت وسائل الإعلام أن المنتخب الوطني قدم أداءً متوازنًا يبعث على الثقة، معتبرة الودية محطة أساسية في بناء التشكيلة النهائية قبل المنافسات القارية القادمة. تركّز الحديث الجزائري على الانضباط التكتيكي الذي ظهر به اللاعبون، وعلى الروح الجديدة التي طبع بها المدرب بيتكوفيتش مسار المنتخب، إلى جانب الإشادة بالمردود الجيد للعناصر الشابة التي وجدت فرصتها وقدّمت ما يؤكد جاهزيتها لخوض التحديات الكبرى. وقدمت الصحافة قراءة مطمئنة للمستقبل، معتبرة أن الفوز يأتي تتويجًا لمرحلة تحضيرية ناجحة أكثر منه مجرّد تفوق في مباراة ودية.
أما في الجانب السعودي، فقد تباينت القراءات بين إشادة موضوعية وانتقادات حادة. فقد عبّر المدرب هيرفي رينار عن احترام كبير للمنتخب الجزائري، مؤكدًا أنه واجه فريقًا منظمًا وقويًا من الناحية الفنية، وأن مثل هذه المواجهات ضرورية لرفع مستوى المنتخب السعودي. هذا الموقف الرسمي حمل اعترافًا صريحًا بالفارق في الجاهزية بين المنتخبين، وهو ما اعتبره محللون سعوديون مؤشرًا على حاجة المنتخب إلى مراجعة العديد من الخيارات الفنية.
ورغم هذا الاعتراف، برزت أصوات إعلامية سعودية تحاول التقليل من أهمية الفوز الجزائري، عبر الإشارة إلى غيابات أو تشكيلة غير مكتملة للمنتخب السعودي. لكن هذه الآراء بقيت محصورة في منصات التواصل وبعض القنوات الرياضية المتخصصة، دون أن تجد طريقها إلى الصحف السعودية الكبرى التي ركزت بدلًا من ذلك على تحليل الأخطاء، واعتبرت الخسارة نتيجة طبيعية لخلل فني واضح يحتاج إلى معالجة عاجلة.
وتقاطع التحليلان الجزائري والسعودي في نقطة جوهرية تتمثل في أن المنتخب الجزائري دخل المباراة بثبات وجدية، بينما ظهر نظيره السعودي بتذبذب واضح أثّر على أدائه في فترات كبيرة من اللقاء. ومن خلال هذا التباين، بدا أن النتائج التحضيرية للمنتخب الجزائري تسير في اتجاه إيجابي، وأن الرؤية الفنية للناخب الوطني بدأت تتبلور بوضوح، في وقت يواجه فيه المنتخب السعودي علامات استفهام تتعلق بالجاهزية والتركيز والانسجام.
ويجمع المتابعون على أن هذه الودية أظهرت أن الخضر يسيرون في طريق صحيح نحو بناء منتخب تنافسي قادر على رفع سقف الطموحات القارية والدولية. كما أثبت الفوز أن المنظومة الجديدة تحمل ملامح مشروع كروي متماسك، وأن الثقة العائدة تدريجيًا داخل المجموعة ستكون الأساس في الاستحقاقات المقبلة التي تنتظر المنتخب.
الشبكة نت فوت

الاعلامي احمد بن قطاف موقع شخصي اخباري واعلامي شامل
