هذا المقال يجيب على الأسئلة الثالثة التالية:
– هل التغيير هو حدث مفاجئ أم هو حالة دائمة؟
– هل القائد الفعال هو من يستجيب للتغيير؟
– وهل نجاح المجموعة الكشفية يعتمد على الثبات على البرامج أم تطويرها؟
المحور الأول: لماذا يخشى الناس التغيير؟
الحقيقة أن التغيير هو الثابت الوحيد في الحياة، لذلك قبل قيادة التغيير يجب فهم سبب مقاومته.
– الإنسان عدو ما يجهل: إن الخوف من المجهول أحد الأسباب الرئيسية لمقاومة التغيير فالناس تفضل المنطقة الآمنة والمريحة حتى لو كانت غير مثالية، على المخاطرة بمسار جديد غير معروف النتائج.
– فقدان الامتيازات: التغيير يهدد الشعور بالاستقرار خاصة عندما يفرض من الخارج، حيث يشعر الناس أنهم يفقدون قدرتهم على التحكم في مسارهم.
– الكفاءة: إن التغيير يتطلب تعلم مهارات جديدة، حيث يخشى الناس إذا لم يتقنوا هذه المهارات ألا يكونوا مؤهلين للوضع الجديد.
إن مهمة القائد هي تبديد هذا المخاوف بتحويل المجهول إلى فرصة، وإعادة الثقة من خلال التوجيه إلى مشاركة، وتوفير الأدوات اللازمة لرفع الكفاءة.
المحور الثاني: خطوات احتضان التغيير وقيادته بفاعلية
إن القائد الفعال ليس فقط من يستجيب للتغيير، بل هو من يحدث التغيير ويقود فريقه إليه، فالقيادة في جوهرها هي إدارة التغيير.
ومن أجل التغيير علينا اتخاذ الخطوات الاستباقية والمنهجية التالية:
1. الرؤية الواضحة (لماذا):
-على القائد أولا أن يوضح سبب التغيير وليس أن يوضح كيفيته فقط، على سبيل المثال عند تحديث المناهج الكشفية، علينا أن لا نقل “سنغير المناهج”، بل “سنستخدم طرقا جديدة لجعل المهارات أكثر ارتباطا بمتطلبات العصر”.
لذلك عندما يرى فريق العمل القيمة المستقبلية للتغيير فإن ذلك يرفع من مستوى التقبل والاحتضان.
2. المشاركة والتمكين (كيف):
ويكون ذلك من خلال تحويل المقاومة إلى داعم:
– لا تفرض القرارات بل أشرك الفريق معك في صياغة خطة التغيير.
– اطلب آراءهم حول كيفية تطبيق التغيير، حيث أن ذلك يمنحهم شعورا بالتمكين.
إن عريف الطليعة الذي يشرك أعضاء طليعته في وضع آلية لعمل الطليعة وتوزيع المهام يصبح قائدا للتغيير بدلا من مجرد منفذ.
3. بناء جسور التواصل (ماذا):
– إن الشفافية أمر مهم حيث أن التغيير أحيانا يولد الغموض، ومهمة القائد هي التواصل الفعال والشفافية لتذليل كل العقبات.
– كن صريحا بشأن التحديات التي تواجه المجموعة، واحتفل بالنجاحات الصغيرة على طول الطريق، ففريق العمل الذي معك يجب أن يعرف ماذا يحدث الآن؟ وما هي الخطوة القادمة؟
4. التركيز على القدرات (Who):
إن التدريب والدعم يؤدي إلى القيادة الاحترافية التي توفر الموارد اللازمة للنجاح في البيئة الجديدة، فمثلا إذا كان التغيير يتطلب مهارات تقنية جديدة، فمطلوب من القائد أن يوفر التدريب اللازم لها، وإذا كان يتطلب أدوات جديدة أيضا مطلوب توفيرها، فالقائد لا يرمي فريقه في الماء دون قوارب نجاة.
المحور الثالث: أثر التغيير على المجموعة الكشفية
لن تنجح أي مجموعة أو فرقة الكشفية إذا ظلت متشبثة بالطرق القديمة في الإعداد للبرنامج، وعلينا أن ننتقل من مقاومة التغيير إلى احتضانه وقيادته.
إن احتضان التغيير يعني النظر إليه كفرصة لتجديد الدماء والارتقاء بالأداء، بدلا من كونه تهديدا للاستقرار، فالقيادة الحقيقية تظهر ليس عندما تكون الأمور مستقرة، بل عندما تهب رياح التغيير.
أيها القائد كن أنت البوصلة التي توجه فريقك، وستجد أن عملك لا يقاس بما أنجزته فقط، بل بمدى قدرتك على القيادة نحو المستقبل، إن التغيير أمر لا مفر منه، لكن طريقة استجابتك له هي التي تصنع الفارق في القيادة.
ملاحظة: الصورة المرفقة هي منتدى الشباب الكشفي العربي السادس الذي عقد مؤخرا في أبو ظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة.
بقلم القائد / عامر منير صافي
مدرب كشفي- جمعية الكشافة الكويتية
الكويت في 15-11-2025
الاعلامي احمد بن قطاف موقع شخصي اخباري واعلامي شامل
