الرئيسية 8 شبكة مواقعنا 8 الشبكة الإسلامية 8 هل تقف «إسرائيل» خلف ضرب «أسطول الصمود» في تونس؟

هل تقف «إسرائيل» خلف ضرب «أسطول الصمود» في تونس؟

تعرض «أسطول الصمود العالمي»، اليوم الثلاثاء، لحادث أثار جدلاً واسعًا على المستوى الدولي، إذ أعلن تعرض أحد قواربه، المعروف باسم «قارب العائلة»، لهجوم بطائرة مسيرة في المياه الإقليمية التونسية.

وتأتي هذه الحادثة في وقت يواجه فيه الأسطول تحديات كبيرة لكسر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عامًا، في محاولة لنقل المساعدات الإنسانية وتعزيز التضامن الدولي مع الفلسطينيين.

تضارب الروايات حول استهداف الأسطول في تونس

أكد «أسطول الصمود» أن «قارب العائلة»، الذي كان يقل أعضاء اللجنة التوجيهية للأسطول، تعرض لهجوم بطائرة مسيرة؛ ما أدى إلى اندلاع حريق على السطح الرئيس وفي المخزن السفلي.

وأكد الأسطول، في بيان اطلعت عليه «المجتمع»، أن جميع الركاب وأفراد الطاقم بخير، وأن التحقيق جارٍ لتحديد ملابسات الحادث، مشددًا على أن المهمة السلمية لكسر الحصار عن غزة مستمرة بعزيمة وتصميم، ولن تثنيهم أعمال العدوان التي تهدف إلى الترهيب وإفشال المهمة.

ونشرت «اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة» مشاهد من كاميرات المراقبة على القارب تؤكد وقوع الغارة؛ وهو ما أثار شكوكًا واسعة حول الرواية الرسمية التونسية التي نفت أي استهداف خارجي، واعتبرت الحريق ناتجًا عن اشتعال قداحة أو عقب سيجارة في إحدى سترات النجاة، وفق ما نقلت وكالة «الأنباء» التونسية عن الحرس الوطني.

ورغم الرواية الرسمية التونسية، تجمع عشرات النشطاء في محيط ميناء سيدي بوسعيد، بحضور شخصيات دولية بارزة مثل المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز، وحفيد نيلسون مانديلا، مؤكدين مواصلة رحلتهم نحو غزة.

وعبر الناشطون وحقوقيون عن إدانتهم للهجوم، واصفين «إسرائيل» بأنها «دولة مارقة لا تفهم إلا لغة القتل»، معتبرين أن استهداف سفينة إنسانية قبالة تونس يعكس وحشية الاحتلال وانتهاكه الصارخ للقوانين الإنسانية.

وأشار بعض الكتَّاب الفلسطينيين إلى أن هذه الحادثة تأتي في سياق سجل طويل من العمليات العدوانية للاحتلال في تونس، مثل اغتيال أحد مؤسسي حركة «فتح» القائد خليل الوزير (أبو جهاد) عام 1988م، والمهندس البارز في «كتائب القسام» محمد الزواري عام 2016م.

وقال الكاتب الفلسطيني د. فايز أبو شمالة، عبر حسابه في منصة «إكس»: العدو «الإسرائيلي» الذي استهدف أكبر سفن «أسطول الصمود العالمي» المتجه إلى غزة هو نفسه الذي اغتال القائد خليل الوزير في تونس عام 1988م، وم. محمد الزواري أمام منزله عام 2016م.

وأضافت الناشطة منال بربر عبر المنصة نفسها: لن تثنيهم أعمال العدوان التي تهدف إلى الترهيب وإفشال مهمتهم، فمهمتهم السلمية لكسر الحصار عن غزة والتضامن مع شعبها مستمرة بعزيمة وتصميم.

«أسطول الصمود»: لا تهديد يثنينا عن كسر الحصار

وفي تطورات حديثة، عقدت إدارة «أسطول الصمود» مؤتمراً صحفياً ظهر اليوم للحديث عن الهجوم بطائرة مسيرة الذي استهدف إحدى سفنه.

وأكدت الإدارة أن الأولوية المطلقة هي استمرار مهمة الأسطول لكسر الحصار عن غزة، مشددة على أن أي محاولة للترهيب لن تحرف بوصلتها، وكل تركيزها منصبّ على ما يجري من تقتيل وإبادة في القطاع.

وأضافت الإدارة أن التحضيرات للانطلاق مستمرة حتى اللحظات الأخيرة، وأن التحقيقات الأمنية جارية بشأن الحادث في تونس، لكنه لن يثنيهم عن مواصلة مسيرتهم.

وأوضحت أن هذا ليس الهجوم الأول على أسطولها، مؤكدة أن مهمتها ستتواصل بعزيمة وتصميم، وأن معركتهم المركزية واحدة ضد الاحتلال، ولن يغير أي حدث هذه الأولوية.

تفاصيل الأسطول ومسار الرحلة

ويمثل «أسطول الصمود العالمي»، الذي يضم 44 دولة وأكثر من 60 سفينة وآلاف المشاركين من ناشطين وصحفيين وأطباء وحقوقيين وبرلمانيين، أكبر محاولة بحرية لكسر الحصار عن غزة منذ سنوات.

وتكمن أهميته ليس فقط في الجهود الإنسانية المباشرة، بل في الرسائل السياسية والدبلوماسية التي يوجهها للأسرة الدولية حول الحق الفلسطيني في الحياة والكرامة، وضرورة إنهاء الحصار غير القانوني الذي يفرضه الاحتلال «الإسرائيلي» منذ أكثر من عقد ونصف عقد.

وانطلق الفوج الأول من الأسطول من ميناء برشلونة الإسباني مساء 1 سبتمبر الجاري، بعد تأجيل سابق بسبب الظروف الجوية، على أن ينطلق الأسطول من تونس يوم الأربعاء 10 سبتمبر، في رحلة بحرية متوقع أن تستغرق 8 أيام متواصلة نحو غزة.

ومن المقرر أن يشهد الطريق التقاء الأسطولين الإسباني والإيطالي في عرض البحر قبل التوجه مباشرة إلى القطاع المحاصر، في محاولة كسر الحصار البحري والجوي والبري المفروض منذ عام 2007م.

السيناريوهات المتوقعة لرد الاحتلال

أكد الناطق باسم اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة رضا ياسين، في حديث لـ«المجتمع»، أن الاحتلال قد يلجأ لعدة سيناريوهات، منها:

  • منع خروج الأسطول عبر الإجراءات البيروقراطية والإدارية.
  • التعرض للسفن وإطلاق النار عليها، كما حصل سابقًا مع سفن «مافي مرمرة» و«النسائية».
  • اعتراض السفن واقتيادها إلى الموانئ المحتلة واحتجاز الطواقم.

غير أن الأسطول شدد على أن هذه السيناريوهات لن تثني المشاركين عن هدفهم الأساسي؛ وهو الوصول إلى غزة وكسر الحصار، وإيصال رسالة دبلوماسية قوية للمجتمع الدولي حول حق الفلسطينيين في الحياة والكرامة.

التهديدات «الإسرائيلية» المتكررة للأسطول

تعرض الأسطول لتهديدات متكررة من الكيان الصهيوني، أبرزها تهديدات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي وصف المشاركين زورًا بـ«الإرهابيين»، في خرق واضح للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، بحسب بيان الأسطول.

وأكد الأسطول أن هذه التهديدات وأي حملات تشويه لن توقف المطالب العالمية بالعدالة، وأن هدفهم يبقى إيصال الأمل والمساعدات الإنسانية لأطفال وعائلات غزة، في مواجهة حصار يستمر منذ أكثر من عقد ونصف عقد.

واختتم الأسطول بيانه بدعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والحكومات ووسائل الإعلام والمراقبين المستقلين ضمان مرور آمن للأسطول وتوثيق الرحلة الإنسانية، مؤكدًا أن غزة تملك الحق القانوني في استقبال السفن والبضائع عبر ساحلها، وأن استمرار الحصار يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

عن mohamed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

جميع الحقوق محفوطة للاعلامي احمد بن قطاف 2009 .. 2025