نعى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في 13 ديسمبر الجاري، القائد في «كتائب القسام» رائد سعد (أبو معاذ)، عقب إعلان جيش الاحتلال «الإسرائيلي» اغتياله إثر غارة جوية استهدفت مركبته أثناء سيرها على شارع الرشيد الساحلي غربي مدينة غزة، بعد مسيرة امتدت لأكثر من 35 عامًا في قتال الاحتلال «الإسرائيلي».
ويُعد سعد أحد أبرز القادة في «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، حيث شغل موقع الرجل الثاني في الكتائب بعد القائد العام عز الدين الحداد، وتولى قيادة ملفات مفصلية شكّلت العمود الفقري لتطور الأداء العسكري للمقاومة في قطاع غزة.
سعد.. موقع قيادي مركزي في «القسام»
وفق مصادر في المقاومة وناشطين فلسطينيين، فإن القائد سعد يُعد:
- من مؤسسي «كتائب القسام».
- عضواً في المجلس العسكري الأعلى.
- قائد دائرة التصنيع العسكري في مرحلة مفصلية.
- القائد السابق لـ«لواء غزة»، أكبر ألوية الكتائب.
- المسؤول الأول عن خطوط إنتاج قذيفة «الياسين» المضادة للدروع.
- برز اسمه خلال الحرب الأخيرة نائبًا للقائد العام لـ«القسام».
وقد نجا أبو معاذ من عدة محاولات اغتيال، أبرزها في أعوام 2006م، وحرب عام 2021م، ويونيو 2024م، فيما ادعى الاحتلال اغتياله أكثر من مرة، ودمر لأجل ذلك مربعات سكنية كاملة في مخيم الشاطئ.
مطاردة طويلة وادعاءات كاذبة
رصد الاحتلال «الإسرائيلي» مكافأة مالية قدرها 800 ألف دولار مقابل معلومات تقود إليه، كما زعم في يناير 2024م اعتقاله من داخل مستشفى الشفاء خلال اقتحامه للمرة الثانية، قبل أن يتبيّن لاحقًا زيف هذه الادعاءات، في واحدة من أكثر الروايات «الإسرائيلية» تضليلًا خلال الحرب.
دور محوري في بناء التصنيع العسكري لـ«القسام»
وقال المحلل السياسي بلال نزار ريان: إن القائد أبا معاذ كان من أقرب القادة إلى القائد العام الشهيد محمد الضيف، ومن أوائل من وضعوا لبنات التصنيع العسكري لـ«كتائب القسام»، إلى جانب القادة الشهداء عدنان الغول، وسعد العرابيد، وباسم عيسى.
وأضاف، في منشور عبر حسابه على موقع «إكس»، أن الكتائب شهدت في عهده نقلة نوعية غير مسبوقة رغم شح الإمكانات وتشديد الحصار على قطاع غزة.
وبعد سنوات من العمل في ملف التصنيع، انتقل أبو معاذ إلى العمل الميداني، فتولى قيادة «لواء غزة»، ثم شغل لاحقًا منصب رئيس العمليات المركزية في «كتائب القسام»، جامعًا بين الخبرة التنظيمية والعسكرية والميدانية.
مهندس «جدار أريحا»
ينسب الاحتلال «الإسرائيلي» إلى القائد سعد دورًا محوريًا في التخطيط لعملية السيطرة على مقر قيادة «فرقة غزة»، في واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا وتأثيرًا، التي كشفت هشاشة المنظومة الأمنية «الإسرائيلية» رغم التفوق التقني والاستخباري.
ووفق تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإن سعداً يُعد الشخصية الأرفع نفوذًا والأكثر تأثيرًا في صياغة الخطة التي تُعرف في «إسرائيل» باسم «جدار أريحا»، وهي خطة تفصيلية من 39 صفحة، يعتمد نجاحها على عنصر المفاجأة الكاملة، كما حدث في 7 أكتوبر.
وأشار التقرير إلى أن الخطة كُتبت بنسخ متعددة بين عامي 2016 و2018م، وأعيدت صياغتها في أغسطس 2021م، وصودرت نسخة منها في أبريل 2022م، وهدفت إلى اختراق دفاعات «فرقة غزة»، وتدمير أو تحييد المواقع العسكرية الرئيسة، والوصول إلى مدن الخط الأمامي؛ عسقلان، وسديروت، ونتيفوت.
وداع قائد استثنائي
كان أبو معاذ، كما يصفه مقربون، رجل العمل الصامت، قليل الظهور، كثير الأثر، يمثل جيلًا من القادة الذين جمعوا بين العقيدة، والتخطيط، والميدان، وتركوا بصمتهم العميقة في مسيرة المقاومة الفلسطينية.
وقال الكاتب محمد النجار: نودّع شيخنا الكبير رائد سعد (أبا معاذ)، أحد أوائل قادة «القسام» الذين تحدّوا «إسرائيل» علنًا إبّان انسحابها من غزة عام 2005م، يوم كان الظهور موقفًا، والكلمة فعلًا، وغزة تعيد تعريف النصر من بين الركام.
وأضاف أن رحيله ليس غيابًا عابرًا، وإنما نهاية مسيرة رجل نذر عمره لبناء مشروع الجهاد في غزة، وخُتمت رحلته في معركة «طوفان الأقصى».
وختم بقوله: تفقد غزة، برحيل رائد سعد، أحد أوتادها الصلبة، وقائدًا استثنائيًا صاغ مراحل مفصلية في تاريخ المقاومة، وترك إرثًا عسكريًا وتنظيميًا سيبقى حاضرًا في معادلات الصراع.
الاعلامي احمد بن قطاف موقع شخصي اخباري واعلامي شامل
