قد يكون جبل كردادة بالنسبة لسكان باقي أحياء بوسعادة المتظر والمخيال وقد يكون للبعض الآخر التذكير برائعة الفنان خليفي أحمد( تحول يا كاف كردادة وارحل … .) ولكن بالنسبة لأهل حي الدشرة القبلية يعني الحياة بكل تفاصيلها فمن حجارته بنوا مساكنهم وفي شعابه رعت ماعزهم وبهائمهم وعلى حجارته الملساء لعب وتزحلق أطفالهم
ولازلنا نذكر خروج العائلات في أيام الربيع الاولى للتنزه باتحاه الرصفة وخلوة مازوز ورملاية بن سعدون (الرملاية كثبان رملية ذهبية بسفح جبل كردادة من طريق الرصفة)
كما أن الأهالي يحفظون الشعاب باسمائها (شعبة الجلالي وشعبة سيدي يحي والتي تقول الحكايات أن يحي هو أحد أبناء سيدي سليمان بن ربيعة و كان يتعبد بخلويتين في هذه الشعبة)، وتخت سفح كردادة وعلى ضفاف الوادي كانت بساتين(لولاج) الغناء والتي تجود بثمارها وخضرها على سكان الدشرة بل وعلى بوسعادة ككل، وعلى سفح كردادة أيضا كان منبع (عين ڨايد) مسقى أهل الحي للشرب وسقي البساتين والحدائق.
كما أحتضنت كردادة بين جنباتها في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات حي الرصفة الشعبي للوافدين من مناطق ولتام والرمانة وأم الشمل
كما أن لجبل كردادة تاريخ مشرف أبان ثورة التحرير فلقد كان ملاذا آمنا للمجاهدين ومنفذا قريبا وآمنا للتزود بالمأونة من جهة الرصفة وصولا لجبل امساعد
ويبقى جبل كردادة كذلك مرتبط بكثير من الحكايات والاساطير التي يحملها المخيال الشعبي لسكان المنطقة وخاصة أهل الدشرة القبلية.
أبوسيف بن التومي
