تفكّك مليشيات أبو شباب بعد مقتله.. واستسلام متسارع لعناصرها في غزة

تشهد مناطق جنوب قطاع غزة تطورات متسارعة خلال الساعات الأخيرة، بعد مقتل ياسر أبو شباب، أحد أبرز قادة المليشيات المسلحة المتعاونة مع الاحتلال «الإسرائيلي» شرق رفح.

وقد أدى مقتل أبو شباب إلى موجة من الارتباك داخل العصابات المرتبطة به، دفعت عدداً من أفرادها إلى تسليم أنفسهم للأجهزة المختصة التابعة للمقاومة الإسلامية (حماس)، في خطوة اعتبرها مراقبون بداية لانهيار منظومة المليشيات المدعومة «إسرائيلياً».

بداية الدومينو.. تفكك مليشيات أبو شباب المسلحة

أفادت قناة «كان» العبرية، نقلاً عن مصادر فلسطينية، بأن الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت مؤشرات واضحة على انهيار المجموعات المرتبطة بأبو شباب، حيث بدأ عناصر من المليشيات والعشائر المتحالفة معها بتسليم أنفسهم إلى حركة «حماس».

وبحسب القناة، فإن ما يجري قد يشكل «بداية لنظرية الدومينو»، حيث أدى مقتل أبو شباب إلى سقوط المعنويات داخل هذه التشكيلات، وتزايد الخشية من التفكك والملاحقة.

وأكدت المصادر أن موجة التسليم تركزت في رفح وخان يونس، وهما أبرز معاقل المجموعات المسلحة التي حصلت –وفق تقارير «إسرائيلية» سابقة– على دعم مباشر من الاحتلال خلال الأشهر الماضية.

موقف عشائر غزة.. رفع الغطاء عن العصابة

وفي تطور لافت، عبّر أحد رؤساء اتحاد العشائر في غزة عن تأييده لخطوة «حماس»، مؤكداً أن القبائل قلقة للغاية من المليشيات التي تمولها «إسرائيل»، وأن هذه الجماعات ستختفي مهما حاول الاحتلال حمايتها أو الإبقاء عليها.

وأضاف أن مهمة تلك المليشيات كانت ترتكز على تحديد مواقع الأنفاق ومقاتلي المقاومة؛ أي القيام بما عجز عنه الاحتلال خلال عامين من الحرب.

من جهته، كشف قيادي في أمن المقاومة بقطاع غزة، في تصريح نقلته وكالة «قدس برس»، أن 8 عناصر من المنتسبين للمليشيات المدعومة «إسرائيلياً» سلّموا أنفسهم خلال الساعات الماضية، وذلك بعد إعلان فتح باب التوبة لمدة 10 أيام.

وأوضح القيادي أن هذا التسليم تم بشكل طوعي، بعد تواصل مباشر من العائلات ودعم واضح من العشائر، التي رفعت الغطاء الاجتماعي عن المتورطين؛ ما سهّل وصولهم إلى الجهات المختصة لإنهاء ملفاتهم وفق الإجراءات المعلنة.

وأكد أن باب التوبة لا يزال مفتوحاً أمام بقية المطلوبين، داعياً كل من تورط إلى استثمار الفرصة وتسوية وضعه قبل انتهاء المدة المحددة.

تفاعل فلسطيني واسع بعد مقتل أبو شباب

على منصات التواصل الاجتماعي، أثار مقتل ياسر أبو شباب، الخميس الماضي، ردود فعل واسعة بين الفلسطينيين، حيث عبّر ناشطون عن ارتياحهم للخبر، واعتبروه نهاية طبيعية لمسار طويل من التعاون الأمني والعسكري مع الاحتلال، ولانخراطه في عمليات مسلحة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

واعتبر كثيرون أن مقتله ضربة قاصمة لمشروع الاحتلال في جنوب القطاع، الذي حاول خلال الأشهر الماضية توظيف هذه المليشيات لخلق واقع أمني بديل، أو تشكيل قوة محلية تكون أداة لتعقب المقاومة.