أحدث الأخبار
عاجل

نماذج رائدة في الكفاح الطلابي حفظة بسكر والإخوة بورزق

+ = -

كانت الثورة التحريرية الجزائرية ثورة شعبية شاملة شارك فيها الجميع، ومن بينهم فئة الطلبة التي لعبت دورًا كبيرًا في مقارعة الاستعمار الفرنسي، سواء في الداخل أو الخارج، حيث شكّلت هذه الفئة نواة حقيقية للعمل السياسي والنضالي منذ بداية الخمسينيات، وأسهمت بقوة في معركة التحرير الوطني، من خلال التعبئة والتنظيم والتجنيد، فضلًا عن مساهمتها الفعالة في التعريف بالقضية الجزائرية في المحافل الدولية.

وقدّمت مدينة بوسعادة، على غرار مختلف مدن الوطن، نماذج مشرفة من الطلبة الذين التحقوا بالعمل الثوري مبكرًا، وشاركوا في النشاطات السياسية والنقابية والطلابية، سواء داخل الوطن أو في المهجر، ومن بين هذه النماذج الطالبة حفظة بسكر والإخوة بورزق: عبد المجيد، وعبد الحميد، وعبد الله.

أولًا: حفظة بسكر مناضلة طلابية من بوسعادة

تُعد الطالبة حفظة بسكر من رائدات الكفاح الطلابي، حيث كانت من أوائل الطالبات اللواتي التحقن بالثانوية في العاصمة، بثانوية “فولتير” سنة 1954، وهناك انخرطت في صفوف الحركة الطلابية الوطنية، وشاركت في مختلف الأنشطة السياسية والنقابية، خاصة بعد انطلاق الثورة التحريرية المباركة.

وكانت على صلة بعدد من القيادات الطلابية، وشاركت في الإضراب التاريخي للطلبة في 19 ماي 1956، والذي شكّل نقطة تحول في مسار الثورة، وأسهمت من موقعها في تعبئة الطالبات والطلبة، وتوصيل الرسائل الثورية، ونقل الأخبار والتقارير من العاصمة إلى المجاهدين في الجبال.

وقد تم توقيفها سنة 1956 من قبل سلطات الاستعمار، وأُودعت السجن لبعض الوقت، قبل أن يُفرج عنها لاحقًا تحت ضغط المنظمات الحقوقية والطلابية.

ثانيًا: عبد المجيد بورزق

وُلد عبد المجيد بورزق سنة 1936 ببوسعادة، ودرس بمدرسة الشيخ علي بن شعبان الحرة، ثم التحق بالتعليم الفرنسي، وكان ضمن الدفعة الأولى التي تحصلت على شهادة الأهلية (BEG) سنة 1952.

التحق بالحركة الطلابية في العاصمة، وكان من مؤسسي اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين، وشارك في الإضرابات والمسيرات، وكان على اتصال دائم بالقيادات الوطنية.

بعد اندلاع الثورة، غادر إلى تونس سنة 1957، وهناك التحق بجهاز الإعلام للثورة، وساهم في إعداد البيانات والنشرات الإخبارية، كما سافر إلى عدة دول أوروبية من أجل شرح القضية الجزائرية.

عاد إلى الوطن بعد الاستقلال، والتحق بوزارة التعليم العالي، وشغل عدة مناصب، كما ساهم في تأطير الطلبة، وظل وفيًا لمبادئ الثورة حتى وفاته.

ثالثًا: عبد الحميد بورزق

ولد عبد الحميد سنة 1933، ودرس بمعهد ابن باديس بقسنطينة، ثم بثانوية “سبوزيتو” بالعاصمة، وكان من المتفوقين في دراسته، التحق مبكرًا بالحركة الوطنية، وانخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري.

كان من أوائل الطلبة الذين لبوا نداء الإضراب في 1956، وغادر مقاعد الدراسة، ليلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني في الولاية السادسة، وهناك عمل في المجال التنظيمي والإعلامي.

استُشهد سنة 1959 في ميدان الشرف، بعد معركة بطولية ضد قوات العدو الفرنسي.

رابعًا: عبد الله بورزق

وُلد سنة 1940، وتتلمذ على يد شيوخ جمعية العلماء، ثم التحق بالتعليم الفرنسي، وكان من بين الطلبة الذين شاركوا في العمل السري الثوري، خاصة بعد سنة 1957.

اعتُقل من طرف السلطات الاستعمارية، وتعرض للتعذيب، ثم أُفرج عنه، وغادر إلى تونس سنة 1960، حيث التحق بمركز الطلبة هناك، وشارك في عدة ندوات دولية.

عاد إلى الوطن سنة 1962، وعمل في قطاع التعليم، وأسهم في تكوين أجيال الاستقلال، وواصل نضاله الثقافي والفكري إلى غاية وفاته.

بقلم: د. محمد عبد الله مفلحي
مجمع الدراسات وبحوث الإصلاح التربوي – جامعة المسيل

 

الوسم


أترك تعليق